الطلاق للضرر في دبي هو أحد الحقوق القانونية التي تمنح للزوج أو الزوجة في حالة حدوث ضرر جسيم في العلاقة الزوجية يجعل استمرار الحياة الزوجية أمرًا مستحيلًا. ولكن، لا يتم قبول جميع دعاوى الطلاق للضرر، وقد تواجه بعض القضايا الرفض بسبب عدد من الأسباب القانونية والإجرائية.
في هذه المقالة، سنستعرض أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي الأكثر شيوعًا التي تؤدي إلى رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي، وسنقدم نصائح قيمة للأطراف لتجنب الرفض، مع أمثلة من الواقع القضائي المحلي.
لمعلومات أكثر دقة اتصل بنا فورًا للتواصل مع محامي مختص.
جدول المحتويات
أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي
على الرغم من أن الطلاق للضرر يُعتبر حقًا قانونيًا في دبي، إلا أن المحكمة قد ترفض بعض الدعاوى لعدم استيفائها للشروط القانونية والإثباتات المطلوبة. فيما يلي أبرز أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي:
- نقص الأدلة القوية: يُعد نقص الأدلة من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى رفض دعوى الطلاق للضرر في محاكم دبي. فعلى الرغم من أن الزوج أو الزوجة قد يدعيان تعرضهما للضرر، فإن المحكمة تحتاج إلى أدلة قاطعة لدعم هذه الادعاءات. وتشمل الأدلة الموثوقة مثل:
- التقارير الطبية التي تثبت وجود إيذاء جسدي أو نفسي.
- الشهادات من أفراد العائلة أو الأصدقاء الذين شهدوا حدوث الضرر.
- الأدلة المادية مثل الرسائل أو التسجيلات الصوتية التي تدعم الادعاء.
وفي حال عدم تقديم هذه الأدلة، قد تقرر المحكمة رفض الدعوى.
- الضرر غير الجسيم أو البسيط: الطلاق للضرر لا يُقبل إلا إذا كان الضرر الذي تعرض له أحد الزوجين جسيمًا بدرجة تجعل استمرار الحياة الزوجية غير ممكن. في بعض الحالات، قد ترى المحكمة أن الضرر الذي وقع على أحد الأطراف ليس بالجسامة المطلوبة.
على سبيل المثال، قد ترفض المحكمة دعوى الطلاق إذا كانت الخلافات الزوجية تتعلق بمشاكل عابرة يمكن حلها أو إذا كانت الأضرار النفسية أو العاطفية لا تمثل خطرًا على الاستقرار العائلي. - عدم إثبات الهجر أو الإهمال المستمر: الهجر المستمر أو الإهمال من أحد الزوجين يعد من الأسباب المشروعة للطلاق للضرر. لكن قد يرفض القاضي الدعوى إذا لم يتمكن الزوج أو الزوجة من تقديم الأدلة التي تثبت الهجر المستمر أو الإهمال، مثل الرسائل أو الشهادات التي تؤكد غياب الدعم العاطفي أو المادي لفترة طويلة. فالمحاكم في دبي تشدد على أهمية إثبات الضرر المتواصل، وليس الضرر المؤقت أو العرضي.
- تقديم الدعوى لأغراض شخصية: في بعض الحالات، قد تتقدم الزوجة أو الزوج بدعوى طلاق للضرر لأسباب شخصية أو انتقامية، دون وجود ضرر حقيقي. في هذه الحالة، قد ترفض المحكمة الدعوى إذا تبين أن الطرف الذي تقدم بالطلب كان يسعى فقط للتأثير على الطرف الآخر دون وجود أي دليل حقيقي على حدوث الضرر.
- عدم وجود محاولة للصلح: قبل اللجوء إلى المحكمة، يشترط القانون الإماراتي أن يحاول الزوجان حل خلافاتهما من خلال الوساطة الأسرية أو التوجيه الأسري. في حال لم تُثبت المحكمة أن هناك محاولة جادة للصلح، فإن الدعوى قد تُرفض، حيث يُعتبر هذا من الأسس القانونية في محاكم دبي.
نصائح لتجنب رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي
لتجنب رفض دعوى الطلاق للضرر، يجب أن يكون لدى الزوج أو الزوجة المتضررة التقدير القانوني السليم واتباع بعض الخطوات الهامة:
- تقديم أدلة دامغة: يجب على الطرف الذي يطالب بالطلاق أن يقدم أدلة قوية لدعم دعواه. يمكن أن تشمل هذه الأدلة:
- التقارير الطبية من مستشفيات معترف بها.
- شهادات شهود العيان أو من أفراد العائلة.
- رسائل نصية، بريد إلكتروني، أو رسائل موثقة من الطرف الآخر.
- صور أو تسجيلات توثق الأذى النفسي أو الجسدي.
- الاستعانة بمحامٍ متخصص: تعتبر استشارة محامي طلاق في دبي أمرًا بالغ الأهمية. يمكن للمحامي تقديم استشارات قانونية دقيقة حول كيفية تقديم الدعوى بالطريقة الصحيحة، وضمان تقديم الأدلة المطلوبة، بالإضافة إلى الإرشاد خلال الإجراءات القانونية لتجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى الرفض.
- إثبات الجسامة والمدة الزمنية للضرر: يجب على المتقدم بالطلاق أن يُظهر للمحكمة أن الضرر الذي وقع عليه كان جسيمًا ودائمًا. في حالة الضرر النفسي أو الإهمال، يجب أن يُوضح الطرف المتضرر كيف أثر ذلك على حياته الشخصية والعائلية، بما في ذلك كيف ساهم في عدم القدرة على العيش مع الطرف الآخر.
- الحرص على توثيق المحاولات لحل النزاع: من المهم أن يكون هناك توثيق لمحاولات الصلح أو الوساطة التي تمت قبل اللجوء إلى المحكمة. يُمكن للأطراف المتنازعة استخدام خدمات التوجيه الأسري، التي تقدمها محاكم دبي، للمساعدة في حل النزاعات العائلية دون اللجوء إلى الطلاق.
- عدم تقديم الدعوى بناءً على دوافع انتقامية: من المهم أن يكون الهدف من الدعوى هو الحصول على حقوق قانونية عادلة وليست لأغراض انتقامية. محاولة استغلال القانون لتحقيق أهداف شخصية قد تؤدي إلى رفض الدعوى.
أمثلة على قضايا تم رفضها في دبي
لفهم كيفية تطبيق القوانين المتعلقة بالطلاق للضرر في دبي، من المفيد الاطلاع على بعض القضايا الواقعية التي تم رفضها من قبل المحكمة بسبب عدم استيفائها للشروط القانونية أو نقص الأدلة. فيما يلي أمثلة على قضايا تم رفضها وأسباب الرفض:
- قضية رفض دعوى الطلاق بسبب الإيذاء النفسي:
في إحدى القضايا، تقدمت الزوجة بدعوى طلاق للضرر بسبب ما اعتبرته إيذاءً نفسيًا مستمرًا من زوجها. ولكن لم تتمكن الزوجة من تقديم دليل ملموس على ذلك، مثل شهادات من مختصين نفسيين أو شهود عيان، ولذلك رفضت المحكمة الدعوى. - رفض دعوى الطلاق بسبب الهجر المتقطع:
في قضية أخرى، ادعى الزوج أنه تعرض لهجر من زوجته لمدة عدة أشهر. ومع ذلك، تبين للمحكمة أن الهجر كان غير مستمر وكان نتيجة لبعض الخلافات المؤقتة. لذلك، رُفضت الدعوى لعدم وجود هجر دائم وجسيم. - قضية رفض دعوى الطلاق بسبب الإهمال المالي:
في حالة أخرى، تقدمت الزوجة بدعوى طلاق على أساس امتناع الزوج عن دفع النفقة. ولكن الزوجة فشلت في تقديم الأدلة اللازمة، مثل الوثائق التي تُظهر الإهمال المالي المستمر، وبالتالي رُفضت الدعوى.
الأسئلة الشائعة حول أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي
على الرغم من أن الطلاق للضرر يُعد حقًا قانونيًا في دبي، إلا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى رفض الدعوى. فمن أهم أسباب رفض دعوى الطلاق للضرر في دبي نقص الأدلة، عدم إثبات جسامة الضرر، عدم تقديم دليل على الهجر أو الإهمال، والمحاولات غير الجادة للصلح. ولتجنب رفض الدعوى، يجب أن يكون لدى الزوجين المتضررين أدلة قوية، ومحامي في دبي مختص، ومحاولة حقيقية لحل النزاع قبل اللجوء إلى المحكمة.
إذا كنت بحاجة إلى مساعدة قانونية بشأن الطلاق للضرر أو ترغب في متابعة دعوى الطلاق الخاصة بك، لا تتردد في التواصل مع مكتبنا عبر الضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة. نحن هنا لمساعدتك في تقديم المشورة القانونية المتخصصة وضمان حماية حقوقك.
المصادر:
- المرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 بشأن قانون الأحوال الشخصية في الإمارات.
- الموقع الرسمي لمحاكم دبي.
- بوابة حكومة الإمارات الرسمية.

محامي ومستشار قانوني، حاصل على بكالوريوس في القانون وماجستير في القانون الدولي وشهادة في الشريعة والتحكيم.