تُعد قضايا التعويض من أهم الوسائل القانونية التي تضمن للمتضررين استعادة حقوقهم وتعويضهم عن الأضرار التي تعرضوا لها نتيجة أفعال غير مشروعة أو إهمال. سواء كان الضرر جسديًا، ماديًا، أو معنويًا، فإن القانون الإماراتي يوفر آليات واضحة للمطالبة بالتعويض عبر المحاكم المختصة.
في هذه المقالة، سنوضح إجراءات المطالبة بالتعويض في دبي، والخطوات المطلوبة لضمان نجاح القضية، بالإضافة إلى المستندات والأدلة المطلوبة لدعم المطالبة بالتعويض.
لطلب استشارة متخصصة اتصل بنا الآن.
جدول المحتويات
ما هو التعويض في القانون الإماراتي؟
التعويض هو المبلغ المالي الذي يُمنح للشخص المتضرر نتيجة ضرر مباشر أو غير مباشر تعرض له بسبب خطأ، إهمال، أو تصرف غير قانوني من طرف آخر. يهدف التعويض إلى جبر الضرر وإعادة التوازن العادل للمتضرر، سواء كان فردًا أو شركة.
أما أنواع التعويضات التي يمكن المطالبة بها في دبي فهي:
- التعويض عن الأضرار الجسدية: مثل الإصابات الناتجة عن الحوادث، الأخطاء الطبية، أو الاعتداءات الجسدية.
- التعويض عن الأضرار المادية: مثل تلف الممتلكات، الخسائر التجارية، أو الأضرار المالية الناجمة عن تصرف غير قانوني.
- التعويض عن الأضرار المعنوية والنفسية: مثل التشهير، الإهانة، أو الأضرار العاطفية التي تؤثر على سمعة الفرد أو وضعه الاجتماعي.
إجراءات المطالبة بالتعويض في دبي
لضمان نجاح المطالبة بالتعويض، يجب اتباع إجراءات قانونية محددة وفقًا لقوانين دولة الإمارات العربية المتحدة. وفيما يلي إجراءات المطالبة بالتعويض في دبي:
- محاولة التسوية الودية (اختياري):
- في بعض الحالات، يمكن محاولة التوصل إلى اتفاق ودي بين الطرفين من خلال المفاوضات أو الوساطة القانونية.
- يمكن تقديم عرض تسوية عبر محامٍ أو مكتب تسوية المنازعات، خاصة في قضايا التعويض عن الأضرار التجارية.
- تقديم الشكوى إلى الجهات المختصة:
- في حالات الضرر الجسدي أو الإهمال الطبي، يتم تقديم بلاغ أولي إلى الشرطة أو النيابة العامة.
- في القضايا المالية أو التجارية، يتم تقديم الشكوى إلى المحاكم المدنية أو التجارية.
- رفع دعوى تعويض أمام المحكمة المختصة:
- يتم تقديم الدعوى رسميًا إلى المحكمة المختصة بناءً على نوع الضرر، سواء كانت المحكمة المدنية، التجارية، أو الجزائية.
- يجب أن تتضمن صحيفة الدعوى جميع تفاصيل القضية، وأسباب المطالبة بالتعويض، والمبلغ المطلوب.
- تقديم المستندات والأدلة لدعم الدعوى:
- يجب تقديم أدلة موثوقة تُثبت وقوع الضرر، مثل التقارير الطبية، الشهادات، أو العقود المتضررة.
- يُفضل إرفاق شهادات الشهود أو أي إثبات إلكتروني (بريد إلكتروني، تسجيلات صوتية، رسائل نصية، إلخ) لدعم المطالبة.
- حضور الجلسات القضائية والمرافعة:
- يتم استدعاء الطرفين لحضور الجلسات، حيث يقدم كل طرف أدلته ودفوعه القانونية.
- يمكن للمحكمة أن تستعين بخبراء في مجالات معينة، مثل الطب الشرعي، المحاسبة، أو الهندسة، لتقييم حجم الضرر.
- صدور الحكم القضائي:
- بعد النظر في الأدلة والمرافعات، تصدر المحكمة حكمًا يحدد قيمة التعويض المستحق.
- في بعض الحالات، قد يسمح القانون بالاستئناف إذا لم يكن الحكم مُرضيًا للطرف المتضرر.
- تنفيذ الحكم القضائي وتحصيل التعويض:
- إذا رفض الطرف المدعى عليه تنفيذ الحكم، يمكن طلب تنفيذ الحكم عبر الحجز على ممتلكاته أو تجميد حساباته المصرفية.
- يمكن للمحكمة فرض غرامات أو إجراءات قانونية إضافية لضمان تنفيذ الحكم.
المستندات والأدلة المطلوبة لدعم المطالبة بالتعويض
لكي تكون دعوى التعويض قوية، يجب توفير أدلة قانونية واضحة تثبت الضرر والعلاقة السببية بين الفعل والضرر الواقع. تشمل المستندات المطلوبة ما يلي:
- في حالات الإصابات الجسدية أو الأخطاء الطبية:
- تقارير طبية من المستشفى توضح طبيعة الإصابة والعلاج المطلوب.
- شهادات طبية من خبراء لتحديد نسبة العجز أو التأثير الصحي الناتج عن الضرر.
- صور الأشعة والتقارير المخبرية لتوضيح الإصابة.
- في حالات الأضرار المادية (الخسائر المالية أو تلف الممتلكات):
- فواتير أو تقديرات تكلفة الإصلاح.
- عقود الشراء والتأمين، إن وجدت.
- تقارير فنية أو هندسية لتقييم الأضرار.
- في حالات التشهير أو الأضرار النفسية والمعنوية:
- تسجيلات لمنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي أو مقاطع فيديو تُثبت التشهير.
- شهادات من أفراد أو شهود يؤكدون الضرر النفسي أو الاجتماعي.
- تقارير من مختصين في علم النفس إذا كان الضرر النفسي شديدًا.
كيف يتم احتساب قيمة التعويض في قضايا التعويض في دبي؟
عند رفع دعوى تعويض، يتساءل العديد من الأفراد عن كيفية احتساب قيمة التعويض الذي قد يحصلون عليه. يحدد القانون الإماراتي قيمة التعويض بناءً على عدة عوامل رئيسية، ويعود تقدير المبلغ النهائي إلى المحكمة وفقًا للأدلة المقدمة ودرجة الضرر الواقع على المتضرر.
والعوامل التي تؤثر على تحديد قيمة التعويض هي:
- مدى خطورة الضرر: كلما كان الضرر أكبر وأكثر تأثيرًا على حياة الشخص أو نشاطه التجاري، زادت احتمالية الحصول على تعويض أكبر. على سبيل المثال، إصابة تسبب عجزًا دائمًا تستوجب تعويضًا أكبر مقارنة بإصابة طفيفة.
- التكاليف المالية الناتجة عن الضرر: تشمل فواتير العلاج، خسائر الدخل، تكاليف إصلاح الممتلكات، أو أي مصاريف أخرى تحملها المتضرر نتيجة الضرر. في حالات الشركات، يمكن أن يشمل التعويض خسائر الأرباح أو الأضرار التي لحقت بالسمعة التجارية.
- التعويض عن الألم والمعاناة: يتم تحديده وفقًا للتأثير النفسي والاجتماعي للضرر، مثل القلق، الاكتئاب، أو التشهير.
- النية المسبقة أو الإهمال الجسيم: إذا كان الضرر ناتجًا عن إهمال جسيم أو فعل متعمد من المدعى عليه، فقد تقرر المحكمة رفع قيمة التعويض لردع السلوكيات المماثلة.
هل يوجد حد أقصى أو أدنى للتعويض؟
لا يحدد القانون الإماراتي مبلغًا ثابتًا للتعويض، حيث يختلف حسب طبيعة القضية والضرر المثبت.
في بعض القضايا، مثل التعويض عن الإصابات الجسدية، قد تعتمد المحكمة على جداول تقييم الأضرار المقدمة من الجهات الطبية المختصة.
كم يستغرق الفصل في قضايا التعويض في دبي؟
تعتمد مدة الفصل في قضايا التعويض على تعقيد القضية وحجم الأدلة المقدمة. ولكن بشكل عام:
- القضايا البسيطة قد تستغرق من 3 إلى 6 أشهر.
- القضايا المعقدة التي تتطلب خبراء أو مرافعات متعددة قد تستغرق من 6 أشهر إلى سنة أو أكثر.
الأسئلة الشائعة حول إجراءات المطالبة بالتعويض في دبي
تُعتبر المطالبة بالتعويض في دبي حقًا قانونيًا لكل شخص تعرض لضرر مادي أو معنوي بسبب خطأ أو إهمال طرف آخر. من خلال اتباع الإجراءات القانونية الصحيحة وتقديم الأدلة المناسبة، يمكن للمتضرر ضمان استرداد حقوقه بالكامل.
إذا كنت بحاجة إلى رفع دعوى تعويض أو استشارة قانونية متخصصة حول إجراءات المطالبة بالتعويض في دبي، لا تتردد في التواصل مع محامي في دبي مختص عبر زر الواتساب الموجود أسفل الشاشة.
قد يهمك أيضًا:
- محامي تعويضات في دبي.
- إجراءات المطالبة بالتعويض بعد البراءة في دبي.
- قضايا التعويض عن الضرر في دبي – دليل قانوني شامل.
- قضايا التعويض ورد الشرف في دبي – حماية السمعة والحقوق القانونية.
- أنواع قضايا التعويضات في دبي – دليلك الشامل لاسترداد حقوقك.
المصادر:
- محاكم دبي – القضايا المدنية.
- وزارة العدل الإماراتية.
- القانون المدني الإماراتي.

محامي ومستشار قانوني، حاصل على بكالوريوس في القانون وماجستير في القانون الدولي وشهادة في الشريعة والتحكيم.