تُعد دبي من الوجهات العالمية التي تضم مجتمعًا متنوعًا من المقيمين الأجانب، مما يجعل قوانين الأحوال الشخصية، بما في ذلك الطلاق، موضوعًا هامًا للكثيرين. يتمتع الأجانب في دبي بحقوق قانونية واضحة فيما يتعلق بالطلاق، سواء كان ذلك وفقًا لقوانين دولة الإمارات أو بناءً على قوانين بلادهم الأصلية، إذا تم اختيار ذلك.
في هذه المقالة، سنتناول بالتفصيل كيفية تقديم طلب الطلاق للضرر للأجانب في دبي، القوانين التي تحكم هذه القضايا، والإجراءات التي يجب اتباعها للحصول على الطلاق بشكل قانوني وسلس.
هل تحتاج استشارة؟ اتصل بنا للتواصل مع محامي مختص.
جدول المحتويات
ما هو الطلاق للضرر للأجانب في دبي؟
الطلاق للضرر هو نوع من الطلاق يُمنح لأحد الزوجين بناءً على تعرضه لضرر مادي أو معنوي يجعله غير قادر على الاستمرار في الحياة الزوجية. يمكن أن يكون هذا الضرر بسبب الإيذاء الجسدي، الإهمال، الهجر، الامتناع عن النفقة، أو غير ذلك من الأسباب التي يعترف بها القانون.
في دبي، يتمتع الأجانب بخيارات متعددة عند رفع دعوى الطلاق للضرر، حيث يمكنهم اختيار القانون الذي يرغبون في تطبيقه على قضيتهم، سواء كان قانون الأحوال الشخصية الإماراتي أو قانون دولتهم الأصلية، إذا كان ذلك متاحًا ومقبولًا من المحكمة.
كيف يتم التعامل مع الأجانب وفق قوانين الزواج المدني في دبي؟
مع التطور القانوني في دولة الإمارات، تم اعتماد نظام الزواج المدني للأجانب غير المسلمين، والذي يتيح لهم الزواج والطلاق وفقًا لإجراءات مدنية بعيدًا عن الأحكام الدينية. هذا النظام يقدم خيارات أكثر مرونة، ويسهل إجراءات الطلاق في حال قرر أحد الزوجين الانفصال بسبب الضرر.
ومن أبرز ملامح الطلاق وفق قانون الزواج المدني للأجانب في دبي:
- سهولة الإجراءات: يتم الطلاق وفقًا لإجراءات مدنية سريعة، دون الحاجة للمرور بالمراحل التقليدية المرتبطة بالأحوال الشخصية الإسلامية.
- عدم الحاجة لإثبات الضرر: في بعض الحالات، يمكن للأجانب الحصول على الطلاق دون الحاجة لإثبات وقوع ضرر محدد، بشرط توافق الطرفين.
- التقديم الإلكتروني: يمكن تقديم طلب الطلاق عبر المنصة الإلكترونية لمحاكم دبي، مما يسهل الإجراءات على الأجانب.
هذا النظام مفيد للغاية للأجانب غير المسلمين الذين يرغبون في الطلاق بسرعة وفق إجراءات مدنية واضحة تتماشى مع القوانين الحديثة.
كيف يتم تطبيق القوانين الدولية في حالات الطلاق للأجانب في دبي؟
نظرًا لأن العديد من المقيمين في دبي ينتمون إلى دول مختلفة، فإن القانون الإماراتي يتيح للأجانب خيار تطبيق قوانين دولتهم الأصلية عند رفع دعوى الطلاق، بشرط استيفاء بعض الشروط القانونية.
حيث يتم تطبيق القوانين الدولية في قضايا الطلاق للأجانب وفق ما يلي:
- اتفاق الطرفين على تطبيق القانون الأجنبي:
- يمكن للزوجين اختيار تطبيق قانون بلدهم الأصلي بدلًا من قانون الأحوال الشخصية الإماراتي، وذلك عند تقديم طلب الطلاق.
- يتم ذلك من خلال تقديم طلب رسمي للمحكمة مع توثيق القانون الأجنبي المختار.
- توثيق القوانين الأجنبية:
- يتطلب تطبيق القانون الأجنبي تقديم نسخة رسمية من قانون الأحوال الشخصية في البلد المعني، مترجمة إلى العربية ومعتمدة من سفارة الدولة الأصلية.
- يجب أن يكون القانون المختار متوافقًا مع المبادئ العامة للقانون الإماراتي، خاصة في الأمور المتعلقة بالحضانة والنفقة.
- إذا لم يتم الاتفاق على قانون معين:
- في حال لم يتفق الطرفان على قانون أجنبي معين، فإن القانون الإماراتي يُطبّق تلقائيًا على القضية وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024.
أهمية اختيار القانون المناسب:
في بعض الحالات، قد يكون القانون الأجنبي أكثر ملاءمة للطرف المتضرر، خاصة إذا كان يتيح تعويضات مالية أو حماية أكبر من القانون الإماراتي.
لذلك على الطرفين مراجعة خياراتهم القانونية بعناية، واستشارة محامي طلاق في دبي متخصص في القوانين الدولية والأحوال الشخصية لضمان تطبيق القانون الذي يخدم مصلحتهم.
كيفية التعامل مع الأدلة والشهود إذا كان أحد الطرفين مقيمًا خارج الإمارات
في بعض الحالات، يكون أحد الزوجين خارج الإمارات أثناء رفع دعوى الطلاق للضرر، مما يجعل تقديم الأدلة والشهادات أمرًا أكثر تعقيدًا. ومع ذلك، يتيح النظام القانوني الإماراتي عدة خيارات لضمان تقديم الأدلة بطريقة قانونية ومقبولة في المحكمة. وهذه الخيارات:
- تقديم الأدلة الرقمية والمصورة:
- يمكن تقديم الأدلة التي تثبت وقوع الضرر على شكل رسائل نصية، بريد إلكتروني، تسجيلات صوتية، أو صور، بشرط أن تكون موثقة وصحيحة.
- يمكن للمحكمة تعيين خبير تقني للتحقق من صحة الأدلة الرقمية، خاصة في حالات العنف الأسري أو الابتزاز الإلكتروني.
- استخدام الشهادات الموثقة دوليًا:
- في حال كان الشهود خارج الإمارات، يمكنهم تقديم شهاداتهم عبر إفادات قانونية موثقة من محامٍ أو مكتب توثيق قانوني في بلد إقامتهم، بشرط أن تكون مترجمة إلى العربية ومصدّقة من السفارة الإماراتية في ذلك البلد.
- بعض القضايا تسمح بالشهادات المسجلة بالفيديو، وفقًا لما تقرره المحكمة.
- التوكيل الرسمي لتمثيل أحد الأطراف:
- يمكن للطرف المقيم خارج الإمارات منح توكيل قانوني إلى محامي في دبي لتمثيله أمام المحكمة ومتابعة إجراءات القضية.
- هذا الإجراء يضمن عدم تأخر القضية بسبب غياب أحد الزوجين عن حضور الجلسات.
- الاستعانة بمحاكم الدولة الأجنبية:
- في بعض القضايا، قد تسمح المحكمة الإماراتية باستدعاء تقارير من محاكم دولة الزوجين الأصلية، مثل تقارير الشرطة أو المحاكم العائلية التي تثبت وقوع ضرر سابق.
إجراءات الطلاق للضرر للأجانب في دبي: خطوة بخطوة
إليكم فيما يلي إجراءات الطلاق للضرر للوافدين المقيمين في دبي بشكل مفصل:
- تقديم طلب الطلاق عبر المنصة الإلكترونية لمحاكم دبي:
- تسجيل الدخول إلى محاكم دبي.
- تعبئة نموذج الطلاق للضرر.
- اختيار القانون الذي سيتم تطبيقه (الإماراتي أو قانون الدولة الأصلية).
- إرفاق المستندات المطلوبة.
- مرحلة التوجيه الأسري:
- جلسات محاولة الصلح بين الزوجين.
- في حالة نجاح التسوية، يتم توثيق الاتفاق رسميًا.
- إذا فشلت الوساطة، يتم تحويل القضية إلى المحكمة.
- إجراءات المحكمة:
- تقديم الأدلة والشهادات الداعمة.
- النظر في اختيار القانون المناسب.
- إصدار الحكم النهائي.
- تنفيذ الحكم وتوزيع الحقوق:
- تحديد النفقة والحضانة.
- تسجيل الطلاق رسميًا وتنفيذ قرارات المحكمة.
الأسئلة الشائعة حول الطلاق للضرر للأجانب في دبي
يتمتع الأجانب في دبي بخيارات متعددة فيما يتعلق بالطلاق للضرر، سواء من خلال قانون الزواج المدني، أو قوانين بلادهم الأصلية، أو القانون الإماراتي. توفر دبي إجراءات مرنة ومتطورة تتيح تقديم الأدلة والشهادات حتى في الحالات التي يكون فيها أحد الأطراف خارج الدولة. لضمان الحصول على حقوقك القانونية، من الأفضل دائمًا الاستعانة بمحامٍ متخصص في قضايا الأحوال الشخصية الدولية.
للاستشارة القانونية حول الطلاق للضرر للأجانب في دبي، تواصل معنا عبر الضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة وسنقدم لك الدعم اللازم لحماية حقوقك.
المصادر:
- محاكم دبي – الإجراءات والخدمات الإلكترونية للطلاق.
- بوابة حكومة الإمارات الرسمية – القوانين والإجراءات القانونية للأحوال الشخصية.
- المرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 بشأن الأحوال الشخصية.

محامي ومستشار قانوني، حاصل على بكالوريوس في القانون وماجستير في القانون الدولي وشهادة في الشريعة والتحكيم.