في أحيان كثيرة، قد يجد أحد الزوجين نفسه في موقف صعب نتيجة تعرضه للضرر داخل العلاقة الزوجية، سواء كان هذا الضرر ماديًا أو معنويًا. في مثل هذه الحالات، يُتاح للطرف المتضرر تقديم طلب الطلاق للضرر في دبي، والذي يمكن أن يكون الوسيلة القانونية لإنهاء عقد الزواج.
سنتناول في هذا المقال كل ما يتعلق بالطلاق للضرر في دبي، بما في ذلك الأسباب المشروعة التي يمكن أن تؤدي إلى الطلاق، الإجراءات القانونية المتبعة، وحقوق الزوجين في هذه القضايا.
إذا احتجت إلى استشارة قانونية اتصل بنا للتواصل مع محامي مختص.
جدول المحتويات
ما هو الطلاق للضرر في دبي؟
الطلاق للضرر في القانون الإماراتي هو إجراء قانوني يُتيح للزوج أو الزوجة إنهاء عقد الزواج عندما يتعرض أحدهما لضرر مادي أو معنوي يجعل الحياة الزوجية غير ممكنة. هذا الضرر قد يكون نتيجة للإيذاء الجسدي أو النفسي، أو الهجر المستمر، أو الإهمال، أو حتى الامتناع عن النفقة.
يحق للطرف المتضرر طلب الطلاق أمام المحكمة بعد تقديم الأدلة والشهادات التي تدعم وجود هذا الضرر. وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 بشأن قانون الأحوال الشخصية، تم تحديد إجراءات واضحة ومبسطة للطلاق للضرر، مما يضمن سرعة الفصل في القضايا وحماية حقوق الأطراف المعنية.
كما تعتبر دبي من أبرز الإمارات التي تتميز بتطور قوانينها الخاصة بالأحوال الشخصية، لاسيما من حيث التعامل مع القوانين المتعلقة بالزواج والطلاق للأجانب. فدبي توفر للمتزوجين الأجانب إمكانية إتمام إجراءات الطلاق وفقًا لقوانينهم الوطنية، بالإضافة إلى تقديم خيار الزواج المدني للأجانب، مما يجعلها وجهة قانونية مفضلة للعديد من الوافدين. تمثل هذه المبادرة خطوة متقدمة في توفير بيئة قانونية مرنة تتماشى مع تنوع سكان دبي، وتضمن حقوق الأفراد بما يتوافق مع الثقافة والتشريعات القانونية الدولية.
أسباب الطلاق للضرر في دبي
الطلاق للضرر ليس قرارًا يتخذ بسهولة، بل يستند إلى عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى تعذر استمرار الحياة الزوجية. وفيما يلي بعض الأسباب الأكثر شيوعًا:
- الإيذاء الجسدي أو النفسي: الإيذاء الجسدي يشمل الضرب أو أي شكل من أشكال الإساءة التي تُلحق ضررًا جسديًا بالزوج أو الزوجة. أما الإيذاء النفسي فيتضمن الإهانة أو المعاملة القاسية التي تضر بالصحة النفسية لأحد الزوجين. في هذه الحالة، يُمكن للطرف المتضرر المطالبة بالطلاق بناءً على هذه الأضرار.
- الهجر أو الإهمال: الهجر هو الابتعاد غير المبرر عن شريك الحياة دون سبب مشروع أو تبرير قانوني. الإهمال يشمل أيضًا عدم تلبية الاحتياجات الأساسية للطرف الآخر مثل الرعاية العاطفية أو المعنوية. يُعتبر هذا نوعًا من الضرر الذي يمكن أن يُسهم في اتخاذ قرار الطلاق.
- الامتناع عن النفقة: يُعد امتناع أحد الزوجين عن تقديم النفقة أو الدعم المالي للطرف الآخر أو الأبناء سببًا مشروعًا للطلاق، خاصة إذا كان هذا الامتناع دون مبرر قانوني.
- الإدمان على المخدرات أو المسكرات: في حال كان أحد الزوجين يعاني من إدمان على المخدرات أو المواد المسكرة، وهو ما يؤثر سلبًا على الحياة الزوجية، يحق للطرف المتضرر طلب الطلاق استنادًا إلى هذا السبب.
إجراءات الطلاق للضرر في محاكم دبي
تتبع محاكم دبي إجراءات قانونية محددة في قضايا الطلاق للضرر، تهدف إلى ضمان تحقيق العدالة وتسريع عملية الفصل بين الزوجين. فيما يلي الخطوات الرئيسية للإجراء:
- تقديم طلب التوجيه الأسري: تبدأ الإجراءات بتقديم طلب إلى قسم التوجيه الأسري في محاكم دبي، حيث يتم محاولة التوصل إلى تسوية ودية بين الزوجين. يمكن تقديم الطلب عبر المنصة الإلكترونية لمحاكم دبي، مما ييسر الوصول إلى الخدمة.
- إحالة القضية إلى المحكمة: في حال عدم التوصل إلى حل ودي خلال مرحلة التوجيه الأسري، يتم إحالة القضية إلى المحكمة المختصة. يُطلب من الطرف المتضرر تقديم الأدلة والشهادات التي تثبت وقوع الضرر.
- تقديم الأدلة والمستندات: يتعين على الطرف المتضرر جمع الأدلة التي تدعم دعواه، والتي قد تشمل:
- تقارير طبية في حالة حدوث إيذاء جسدي.
- شهادات شهود تؤكد وقوع الضرر.
- وثائق تثبت امتناع الزوج عن النفقة أو أي شكل من الإهمال.
- مدة التحكيم: بموجب المرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024، تم تحديد فترة التحكيم بين الزوجين في دعوى طلاق للضرر بـ 60 يومًا، بهدف تسريع الإجراءات القضائية وتجنب التأخير.
للمتابعة والإستفسار حول إجراءات الطلاق للضرر، يمكنك التواصل مع محامي طلاق في دبي ضمن مكتبنا عبر الضغط على زر الواتساب الموجود أسفل الشاشة، وسنكون سعداء بتقديم الدعم والمشورة القانونية المتخصصة.
شروط الطلاق للضرر في القانون الإماراتي
في القانون الإماراتي، يُسمح للزوج أو الزوجة بطلب الطلاق للضرر في حال تعرض أحد الطرفين لضرر مادي أو معنوي يجعل استمرار الحياة الزوجية مستحيلًا. وفقًا للمرسوم بقانون اتحادي رقم (41) لسنة 2024 بشأن قانون الأحوال الشخصية، تم تحديد عدة شروط أساسية لقبول طلب الطلاق للضرر، وهي:
- إثبات وقوع الضرر: يجب على الزوج أو الزوجة تقديم دليل قانوني يثبت تعرضه للضرر، مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي، الهجر، أو الإهمال المستمر من الطرف الآخر.
- أن يكون الضرر جسيمًا: يُشترط أن يكون الضرر الذي وقع على أحد الزوجين خطيرًا بما يكفي ليجعل الحياة الزوجية غير قابلة للاستمرار أو صعبة بشكل لا يُحتمل.
- تقديم الأدلة اللازمة: يجب أن يتم تقديم الأدلة التي تدعم ادعاء الضرر، مثل التقارير الطبية في حالة الإيذاء الجسدي أو شهادات الشهود التي تُثبت حدوث الإيذاء أو الهجر.
- فشل محاولات التوفيق: يجب أن يُثبت الزوج أو الزوجة المتضررة أن محاولات التوفيق أو الوساطة عبر التوجيه الأسري قد فشلت، وعندها يتم تحويل القضية إلى المحكمة المختصة.
حقوق الزوج المتضرر في دبي
عند الطلاق للضرر، هناك العديد من الحقوق التي يمكن أن يُحكم بها لصالح الطرف المتضرر، وخاصة في حالات وجود أطفال أو ظروف مادية صعبة، وهذه الحقوق هي:
- الحضانة والنفقة: إذا كان هناك أطفال في العلاقة الزوجية، يحق للطرف المتضرر المطالبة بحضانة الأطفال والنفقة. كما يمكن أن يتم تحديد مقدار النفقة وفقًا لدخل الزوج وقدرته على توفير الدعم المالي.
- حقوق السكن: يمكن للمحكمة أن تمنح الطرف المتضرر حق السكن، أو تعويضًا ماليًا لتأمين مسكن مناسب، خاصة إذا كان هو الحاضن للأطفال.
- التعويضات المالية والمعنوية: إذا كان الضرر الذي لحق بأحد الزوجين بالغًا، يمكن للمحكمة أن تقرر تعويضات مالية ومعنوية للطرف المتضرر بناءً على حجم الضرر واحتياجاته.
الأسئلة الشائعة حول الطلاق للضرر في دبي
وختامًا فإن الطلاق للضرر في دبي هو وسيلة قانونية تتيح للأطراف المتضررة إنهاء عقد الزواج في حالة تعرض أحد الزوجين للضرر الذي يجعل استمرارية الحياة الزوجية مستحيلة. تبدأ الإجراءات بتقديم طلب في محاكم دبي، حيث يتم محاولة التوصل إلى تسوية ثم تقديم الأدلة والشهادات لإثبات الضرر. بعد ذلك، يتم تحديد حقوق الطرف المتضرر من حيث النفقة، الحضانة، والتعويضات المالية.
إذا كنت بحاجة إلى استشارة قانونية حول الطلاق للضرر، يمكنك التواصل مع محامي في دبي مختص عبر الضغط على زر الواتساب أسفل الشاشة، وسنساعدك في معرفة خياراتك القانونية وضمان حصولك على حقوقك.
تنويه: هذه المقالة لأغراض معلوماتية فقط وليست استشارة قانونية رسمية. يُفضل استشارة محامٍ متخصص للحصول على مشورة قانونية مخصصة لحالتك.
المصادر:
- محاكم دبي – الخدمات الإلكترونية.
- وزارة العدل الإماراتية – قانون الأحوال الشخصية.
- بوابة حكومة الإمارات.

محامي ومستشار قانوني، حاصل على بكالوريوس في القانون وماجستير في القانون الدولي وشهادة في الشريعة والتحكيم.